الحلقة الـ 32 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : تطبيق وتشجيع الأفعال الصحيحة ..كيف يكون ؟ .
......................................
أن يتعلم الطفل كيف يختار الحل الأمثل لمشكلته ..فإنه بذلك يكتسب مهارة جيدة ..لكن الأهم من ذلك هو كيف يقوم بتطبيق ذلك الحل .
لكن أحيانا يكون تشجيع الآباء أفضل عندما يركزون على مساعدة أبنائهم على تطوير أفعالهم مباشرة .
مازن طفل في السابعة من عمره .. قام صديقه بدعوته إلى بركة السباحة..فذهب مسرعاً إلى أمه ليستأذن منها الذهاب معه .
وجد مازن والدته مشغولة بحديث مع جارة لها جاءت لزيارتها ..كان الطفل يعلم أن عليه عدم مقاطعة أمه أثناء حديثها مع جارتها ..لكنه كان متشوقاً للذهاب ..وقاطع حديث والدته
قائلاً بحماس " أمي ..هل أستطيع أن أستحم في بركة منزل صديقي ."
انزعجت الأم من مقاطعة إبنها لحديثها مع ضيفتها .. وأرادت أن تعلم إبنها أن تصرفه غير لائق لكي لا يكرره مرة أخرى "
قالت " مازن ..ماذا كان عليك أن تفعل إذا كنت تريد أن تتحدث معي وأنا اتحدث مع شخص آخر ؟
أجاب مازن " أنتظر حتى تنتهي ..و استأذنك للحديث معك "
وافقت الأم إبنها وقالت له بحزم .
" إذن .. إذهب إلى خارج الغرفة ..وتصرف معي مثلما ذكرت الآن "
فعل مازن ما طلبته أمه منه وخرج من الغرفة وعاد إليها وانتظر قليلاً حتى توقفت أمه عن حديثها للحظة لتسأله قائله :
" اهلاً مازن ..هل تريد شيئاً ؟"
" هل أستطيع أن أذهب إلى بيت صديقي لإسبح معه "
" بالطبع و أشكرك على الطريقة التي سألت بها "
ومنحت الأم إبنها ابتسامة امتنان .. وخرج ليأت بملابس السباحة وذهب مع صديقه .
لقد استلم مازن الرسالة واضحة من والدته بطريقة ايجابية جداً ..وسيفكر مرتان قبل أن يقاطع والدته أثناء حديثها مرة أخرى .
سهير البالغة من العمر ثلاث سنوات كانت بحاجة أيضاً إلى تشجيع من والد ها حول ما يجب أن تقوم به من تصرف مقبول وهي تتناول العشاء مع إسرتها .
قالت لإمها " أنا عطشانه .. اعطيني عصير برتقال "
والدها لم تعجبه نبرة إبنته الآمرة لإمها ..فقال لها
" ماهي الطريقة التي عليك أن تتبعيها عندما تطلبين شيئاً من والدتك أو أي شخص
آخر ؟ محمد أخوك يعرف الطريقة ..أليس كذلك ؟
رد محمد البالغ من العمر ست سنوات " نعم يا أبي عليها أن تقول هل يمكن أن تعطيني كأس من عصير
البرتقال ؟"
رد الأب " بالطبع يا بني ..بهذا الأسلوب أريد أن يسألني أي شخص يريدني أن أقوم بعمل له "
ومليءالأب كأس محمد ثم قال لإبنته
"بهذه الطريقة عليك أن تسألي أي شخص عندما تريدين شيئاً منه يا إبنتي معنا أو خارج المنزل "
لقد تعلمت سهير من والدها الأسلوب الصحيح المطلوب منها عندما تطلب أي شيء في أي مكان ..وستتعود عليه بمرور الوقت ليصبح فيما بعد جزء من سلوكها المعتاد .
إلا إننا لسنا بحاجة إلى أن يسيء الطفل التصرف حتى نشجعه على القيام بالتصرف الصحيح ..لإن علينا أن نشجع وننمي كآباء سلوك الأبناء الإيجابي أيضاً وأن نعبرعن سعادتنا بإهمية التعاون بين الأبناء أو بينهم وبين الآخرين .
على البالغ من العمر سبع سنوات ساعد أخته في ترتيب غرفتها أثناء انشغال والدته في المطبخ ..لاحظت والدته ما فعل ..فمدحته قائلة
"شكراً علي على مساعدتك لإختك في ترتيب غرفتها ..أنا فعلا سعيدة بما قمت به .”
تألقت عينا علي بالسعادة والإعتزاز بالنفس ..كان سعيداً أن والدته لاحظت ما فعل لإخته ..و سيكرر تعاونه معها في أمور أخري في البيت أو مع زملائه في الخارج
كلمة وكلمتان من التشجيع في الوقت المناسب من الأب أو الأم لإبنائهم لهما تأثير كبير عليهم والأطفال يميلون إلى تطوير أنفسهم عندما يلمسوا روح التشجيع من آبائهم..
والآن سأعرض بعض الأمثلة للآباء على بعض عبارات التشجيع لتطوير سلوك أبنائهم
"لقدأعجبتني الطريقة التي أنجزت بها عملك "
"غرفتك تبدو رائعة اليوم ؛
"مساعدتك لي ..جعلتني أرتاح فعلاً "
"قمت بعمل جيد "
" أعرف أنني أستطيع الإعتماد عليك "
"شكراً ..انا ممتن لما قمت به من أجلي "